بقلم مروة المحمدي

موقع أيام نيوز

 


من المعقول أن يظل عمر نائما لهذا الوقت فليس هذا من عادته .. لكنها لا تجد أثرا له فى المنزل .. ذهبت الى الخادمة فى المطبخ وسألتها عنه فقالت انها لا تعرف مكانه .. حضرت له الفطار فى الصبح ولم يطلب منها شيئا آخر .. على قدر ما كنت تشعر بالراحه لعدم رؤياه حتى لا تتذكر ألمها منه .. على قدر ما كانت تشعر بالقلق عليه .. غلبها قلقها .. اتصلت به .. رد عليها قائلا 

صباح الخير يا حبيبة قلبي
السلام عليكم ..

صباح النور
وعليكم السلام
انت فين .. صحيت لقيتك مش موجود
أتاها صوته الدافئ 
وحشتك 
خفق قلبها .. وصمتت .. فقالت 
مستخسره حتى تقوليهالى
لم ترد .. فاكمل 
اما أنا فمش بستخسر فيكي حاجه ..وحشتيني .. وبتوحشيني على طول .. ولولا الشغل اللى فى ايدى كنت طرت لحد عندك
أغمضت عينيها وقد آلمتها كلماته .. آلمها حبه الكبير لها .. وهى لا تستطيع أن تبادله حبا بحب .. أرادت أن تسأله ان كان فى مكتبه أم خارج المزرعة .. لكنها وجدت نفسها تسأله سؤال آخر تماما 
عمر .. انت بتحبنى بجد 
لم تمسع صوتا .. بل انقطع الخط .. تركت الهاتف من يدها .. وأنبت نفسها على سؤالها .. تمنت أن يكون الخط قد انقطع قبل أن يستمع الى سؤالها .. والذى لا تعلم لماذا سألته أصلا .. جلست تقرأ احدى المجلات عندما سمعت صوت الباب يفتح وقفت لتجد عمر يدخل ويقف أمامها .. قالت بإستغراب 
عمر
كانت نظراته تحمل كل معانى الحب والشوق واللهفة .. قال 
جيت عشان أرد أرد على سؤالك
تبادلا النظرات لبرهه. ثم .. شعرت بالخجل .. حاولت ابعاده عنها .. رفع رأسه ونظر اليها مبتسما .. قال بصوت حانى 
عرفتى اجابة سوالك 
احمرت وجنتاها وأخفضت بصرها .. حاول رفع وجهها بكفه .. فوقع نظرها على الحړق .. فشعرت بغصه فى حلقها .. سألته بصوت مضطرب قليلا 
من ايه الحړق ده
نظر عمر اليها يتفرس فيها قائلا 
دى تانى مرة تسأليني عنه
ياسمين وهى تحاول أن يبدو صوتها طبيعيا 
فضول مش أكتر
قال عمر بحزم 
مش هقولك
نظرت اليه قائله 
ليه 
صمت .. طال صمته .. بدا عليه الضيق .. وأخيرا قال 
لأنك بعيده عنى بما فيه الكفايه .. ولو عرفتى هتبعدى أكتر
ارتجف قلبها لكلماته التى تؤكد ما عرفته .. أومأت برأسها وحاولت رسم بسمه على شفتيها قائله 
يلا عشان متتأخرش على شغلك .. وأنا هستناك على الغدا
سألها بإهتمام 
فطرتى
لأ لسه
قال بحزم 
حالا .. تفطرى حالا 
حاضر
ابتسم قائلا 
قوليها تانى
ايه هى 
حاضر
ابتسمت قائله 
حاضر
مش هتأخر عليكي .. لو احتجتى حاجة كلميني
ابتسمت له حتى انصرف .. ثم اختفت الابتسامه من شفتيها لتحل محلها عبره فى عينيها.
جلست سماح مع أيمن فى شرفة منزلهما .. بدا على سماح التفكير .. قالت ل أيمن 
أيمن عايزة أسألك سؤال
خير
بدا عليها وكأنها تحاول تخير كلماتها بعنايه .. ثم سألته 
هو الحړق اللي فى ايد عمر .. قديم ولا جديد
الټفت اليها ورفع حاجبه قائلا 
نعم .. وانتى ايه دخلك بالموضوع ده
اضطربت قليلا ثم قالت 
عادى يعني .. فضول .. ياسمين كانت عايزة تعرف
نظر الى عينيها بحزم قائلا 
مراته عايزة تعرف يبقى تسأله .. لكن انتى متسأليش سؤال زى ده عن واحد صحبى
قالت تحاول تلطيف الجو 
ده سؤال عادى يا أيمن يعني مش سؤال شخصى
قال بحزم 
لأ مش عادى .. متسأليش اى حاجه عن أى راجل .. حتى لو كان صحبي .. انت ايه دخلك بالحړق الى فى ايده .. وكمان بتسأليني أنا 
ابتسمت قائله 
هو انت بتغير 
نظر اليها بعتاب قائلا 
يعني مش عارفه ان أنا بغير .. بغير من مجرد كلامك عن راجل تانى .. وسؤالك عن حاجه تخصه
ضحكت قائله 
خلاص يا عم مكنش سؤال ده
اقترب منها قائلا 
بقولك ايه ما تيجي نعمل شهر عسل تانى
ضحكت قائله 
واللى فى بطنى ده أشفطه يعني ولا أعمل ايه فيه
لأ خليه .. بس أصلى بصراحة غرت شوية .. يعني عمر فى شهر العسل و كرم فى شهر العسل .. وأنا مليش نفس يعني 
ابتسمت قائلا 
لأ ازاى .. خليك هنا ثوانى هروح أستعد لشهر العسل وأجيلك
 

 

تم نسخ الرابط