بقلم مروة المحمدي

موقع أيام نيوز

 


يا كرم .. تعرف انت اللى كنت بتصبرنى الأيام الىل فاتت .. كنت بفرح لما كنت بتكلمنى كل شوية وبتطمن عليا .. خلتنى أحس ان مش لوحدى 
ابتسم قائلا 
طبعا مش لوحدك

. تركها قائلا بمرح 
ماشى برحتك .. بكرة تبقى فى بيتى يا جميل .. أنا وانت وتالتنا الشيطان
ضحكت ريهام وأخفت ضحكتها بيدها فأكمل قائلا 

ولا تقوليلى سيب الباب مفتوح .. ولا كده مينفعش يا كرم .. ده انا هخلص منك القديم والجديد .. 
ازدادت ضحكات ريهام قائله 
وأنا اللى بقول عنك طيب ومحترم
صاح فى مرح 
لا محترم ايه .. مين اللى ضحك عليكي واداكى الفكرة الغلط دى عنى .. أنا عندى ميول شديدة للإنحراف بس مكنتش لاقى اللى يوجهنى .. اديني بس فرصتى وأنا أثبتلك صوت وصورة
صاحت ريهام وهى تكتم ضحكاتها 
كرم اطلع بره
ابتسم قائلا 
ماشى .. هطلع .. ليك يوم يا جميل
ثم نظر اليها بفرحه قائلا 
بس عارفه كويس
انى جيت .. على الأقل شوفت ضحكتك الحلوة دى 
نظرت اليه بحب وقالت مبتسمه 
ربنا يخليك ليا يا كرم
ريهام
مممممممم
اوعى تبصيلى البصه دى تانى وتتكلمى بصوت مسهوك كده طول ما احنا هنا فى المزرعة .. لما نسافر القاهرة وندخل بيتنا ابقى انحرفى براحتك
هتفت قائله 
انا منحرفه يا كرم
قال بهمس 
يا ريهام أصلك متعرفيش صوتك الحنين ده وانتى بتقولى ربنا يخليك ليا يا كرم عمل فيا ايه
تظاهرت ريهام بالجديه وقالت 
كرم بجد اطلع بره .. كده اوووفر
نظر اليها بغيظ .. ثم فتح الباب وقبل أن يخرج ثم خرج مسرعا وهو يضحك .. قالت ريهام يغيظ بصوت منخفض 
ماشى يا كرم
دخلت ياسمين الى دار الأيتام بصحبة عمر .. توجهوا الى مكتب المديرة وتبرعت ياسمين بمبلغ لمساعدة الأطفال .. كصدقة جارية لوالدها ووالدتها رحمهما الله .. كان عمر يراقبها بعينين حنونتين وهى تتحدث مع المديرة .. رق قلبه لتلك الفتاة التى أمامه والتى كلما رآها شعر بقلبه كعصفور صغير يرفرف بجناحيه داخل صدره .. شعر بسعادة غريبة تسري فى كيانه كله وهو ينظر اليها والى أفعالها الطيبة .. حانت التفاته منها وتلاقت أعينهما .. كانت نظرته شغوفه حنونه تشى بحب واضح لا يمكن أن تخطئ فى تفسيره .. أشاحت بوجهها فى خجل .. أخذتهم المديرة الى حجرة بعض الأطفال وأخذت تتحدث عن المجهودات التى تبذلها الدار لعلاج أولئك الأطفال الذين فقدوا زويهم .. نظرت ياسمين الى الأطفال البريئة التى تلعب فى مرح .. ترقرقت عيناها بالعبرات .. حمدت ربها أن أمد فى عمر أبويها حتى ربوها وكبورها هى و أختها .. أما هؤلاء الأفطال المساكين معظم لم يروا زويهم .. وتربوا بدونهم .. وسيكبرون بدونهم .. شعرت بالعبرات تندفع من عينينها كالشلال وهى تنقل بصرها من طفل لآخر وضعت كفها على فمها لتكتم شهقات صغيرة كادت أن تفلت منها .. نظر اليها عمر و خفق قلبه .. رفع ذراعه وأحاط كتفيها وقربها منه .. و .. قبل رأسها .. انتبهت ياسمين لقربها منه .. فرفعت عينيها الدامعتين اليه فى خجل لتصطدم بنظرة حنان فى عينيه .. ثم تبتعد عنه .. مسحت دموعها .. اقترب عمر من أحد الأطفال .. كان طفلا صغيرا فى الثالثه من عمره .. يمسك لعبة مكونه من جزءين فشل فى تركيبهما فأخذ يبكى .. أمسك عمر منه اللعبة وركبها و ابتسم الى الصغير وأعطاه اياها ومسح على شعره .. وقف مرة أخرى بجوار ياسمين ينظر للطفل الذى يلعب بلعبته فى مرح .. نظرت اليه ياسمين قائله 
تعرف انك خدت ثواب كبير أوى باللى انت عملته ده
الټفت اليها بدهشة قائله 
عملت ايه 
قالت شارحه 
مسحت على راس طفل يتيم .. اللمسه دى ثوابها كبير
نظر اليها بشغف قائلا بصوت هامس 
كويس يعني معايا كنز حسنات .. مش هشيل ايدي من عليه أبدا
احمرت وجنتاها وتحاشت النظر اليه .. قبل انصرافهم توقف عمر وأخرج دفتر شيكاته وكتب شيكا وأعطاه الى مديرة الدار .. لم تعرف ياسمين الرقم المكتوب لكنها رأت علامات الفرحة على وجه المرأة ونظرت اليه قائله 
ربنا يباركلك يا ابنى ويحفظك من كل سوء .. ده أكبر مبلغ حد يتبرع بيه من يوم ما فتحنا الدار .. 
أخذت ياسمين تنظر اليه وهى تتسائل فى نفسها .. ترى أفعل هذا لينال أجرا .. أم ليفكر عن ذنبا .. الټفت عمر اليها فوجدها تنظر اليه نظرة غريبه أخفتها سريعا .. انهوا زيارتهم و ركبوا السيارة .. نظر عمر اليها مبتسما 
تحبي تروحى فين تانى 
شكرا .. أنا كده خلصت اللى كنت عايزه أعمله .. لو راجع المزرعة وصلنى فى طريقك لو سمحت
رفع حاجبيه بتحدى قائلا 
ولو مش راجع 
قالت بإرتباك 
مفيش مشكلة ممكن توصلنى الموقف وأنا هركب عربية توصلنى المزرعة
نظر الى ساعته قائلا 
فى الوقت ده .. الساعة 9 .. تركبي عربية لوحدك وتمشى على طريق سفر 
ازداد ارتباكها وقالت 
أنا مش هكون لوحدى فى العربية .. معايا ركاب .. وكمان أنا مضطرة يعني
 

 

تم نسخ الرابط