رواية ما بعد الچحيم مكتملة لجميع فصول بقلم الكاتبة زكية محمد

موقع أيام نيوز


ذلك 
مال بجزعه نحوها وحملها برفق شديد ودلف بها إلى الداخل 
تصلب جسده حينما لفت يديها حوله تدس نفسها أكثر فيه وصل بها إلى غرفته ومددها برفق على الفراش وكاد أن ينهض ولكنه وجدها عمى 
دلفوا إلى المكتب وجلسوا على الأريكة 
مد حامد بورق في يده لها قائلا 
خدى ياورد 
مسكت منه الورق قائلة بتوتر 

إيه دة يا عمى
نظر لها مراقبا إياها قائلا دة حقك في الورث زى ما قلتى 
هتفت ببراءة وهعمل بيه إيه
رفع حاجبه بدهشة قائلا مش إنتى اللى عاوزة كدة
تداركت نفسها قائلة اه اه أيوة أنا أنا كنت عاوزة كدة 
هتف بهدوء وهو يتأكد من صدق حدسه 
أقدر أعرف هتعملى بيها إيه
تلعثمت في الكلام فهتفت قائلة 
مش عارفة قصدي هخليها معايا 
تمام يا بنتى أدى الورق معاكى اللى يثبت حقك تقدرى تخرجى دلوقتي لو حابة 
وقفت هاتفة ماشى يا عمى تصبح على خير 
ثم خرجت وذهبت لغرفتها
بسرعة ثم أغلقت الباب ورمت بنفسها على السرير قائلة بحزن زمان سليم دلوقتى بيقول عليا طماعة وبتاعة فلوس بس والله ڠصب عنى أنا لازم أعمل كدة وإلا خالى هيعمل حجات مش كويسة 
قالت ذلك ثم نهضت لتبدل ملابسها 
نظر سليم إلى والده قائلا البنت دى هبلة يا إما بتشتغلنا علشان نصدق إنها ساذجة بالشكل دة 
هتف حامد بهدوء لا دى فعلا ساذجة وبتتحرك بأمر من خالها واضح جدآ ومتخافش كل حاجة تحت السيطرة لحد ما أعرف إيه نيتها من ورا دة 
وقف سليم قائلا ماشى يا بابا بكرة نشوف تصبح على خير 
غادر سليم المكتب وصعد للأعلى وقبل أن يتوجه إلى جناحه توجه لغرفة ورد ودلف إلى الداخل بدون إستئذان فلم يجدها ولكنه إستنتج إنها بالحمام من صوت المياه فجلس على الأريكة ينتظرها حتى تخرج 
بالداخل كانت قد أنهت حمامها ثم إرتدت برمودا رمادي وبلوزة قطنية زرقاء بحمالات رفيعة وفى طريقها للخروج تزحلقت قدمها دون أن تنتبه لبقعة المياة تلك فصړخت حينما وقعت أرضا على زراعها 
بالخارج كان ينتظر خروجها فجرى بسرعة عندما سمع صړاخها وفتح الباب بدون إستئذان فوجدها متكومة أرضا تمسك زراعها تتأوه پألم وتتساقط دموعها بغزارة 
تفاجئت بوجوده أمامها فقالت پصدمة وخوف مما صدر منه البارحة إنت إنت بتعمل إيه هنا إطلع برة 
نظر لها بغيظ قائلا سيادتك بتهزرى ورينى دراعك 
زحفت للخلف قائلة لا انا عاوزة ندى أو مرات عمى 
هتف بنفاذ صبر متبقيش غبية وورينى دراعك علشان أقيم نوع الإصابة 
إلا إنها هزت رأسها پعنف وهى تبعد يدها التى تؤلمها عن مرمى يده قائلة بدموع لا لا عاوزة ندى 
هتف بحدة يبقى إنتى اللى جبتيه لنفسك 
قال ذلك ثم حملها عنوة عنها ثم خرج بها من الحمام ووضعها على السرير فهتفت بتذمر طفولى 
إنت وحش أنا عاوزة ندى 
عقد حاجبيه بضيق قائلا بسخرية 
ماشى يا عيلة هجبلك ندى بس ورينى دراعك الأول 
هتفت بضيق طفولى انا مش عيلة إنت اللي 
نظر لها نظرة أخرستها ومسك زراعها برفق متفحصا إياه ويحركه ليتأكد ما ان كان هناك كسر أم لا أخذت تتطلع اليه بحب شديد وشعرت بأن أنفاسها إنسحبت منها والأكسجين أختفى من الغرفة لشدة قربه منها وتمنت أن يظل هكذا للأبد ولكن هو أبعد من ذلك فهى لا يحق لها أن تنظر إليه فهى فى نظره شخصية محبة للمال والثراء فوق أى شئ آخر 
فاقت من شرودها على صوته قائلا بإطمئنان 
الحمد لله كويس مفهوش لا شعر ولا كسر 
هروح أجبلك عما بدر منه وبدلا من ذلك أخبرها بأن تنتبه لنفسها المرات القادمة !!!
غادر من الغرفة مسرعا حتى لا برة 
أحكمت حجابها على رأسها ثم خرجت بحذر دلفت للمطبخ فكان النور مغلق وبصيص من النور يأتى من الشباك فكانت الرؤية لا بأس بها 
تقدمت ناحية الثلاجة وفتحتها وتناولت زجاجة المياه ثم إرتشفت منها حتى إرتوت 
وضعتها مكانها ثم أغلقتها وإلتفت لتغادر ولكنها لمحت جسما أبيض يذهب ويجئ بسرعة فى الظلام فى غرفة المعيشة فشهقت پخوف

________________________________________
وتراجعت للخلف پذعر ثم توجهت لتشعل المصباح وما إن وضعت يدها على الزر وأنارته وجدت أصبعها ملطخ بالډماء مكان ضغطها فصړخت وأخذت تجرى ناحية غرفتها وما إن وصلت وجدت الغرفة فى ظلام تام فأثلجت أطرافها وما إن ظهر ذلك الجسم الأبيض فى الظلام يصدر أصوات مخيفة ويسير نحوها أظلمت الدنيا فى وجهها وسقطت أرضا في الحال 
لم تستطع التحمل فسقطت أرضا غائبة عن الوعى 
نزع عنه ذلك الرداء الأبيض الذى
بهيئة الأشباح ثم جلس أرضا إلى جوارها وأخذ يربت على وجنتها ببعض القوة قائلا 
إنتى يا زفتة فوقى هو أنا ذودتها ولا إيه
قال ذلك بضحك ثم دلف للداخل وعاد بزجاجة مياه ثم رش على وجهها بعضا من المياه فأستيقظت بشهقة فنهضت قائلة پذعر أنا فين العفريت ععمر ككان في هنا عفريت 
كبت ضحكاته بصعوبة ثم هتف بدهشة مصطنعة عفريت عفريت إيه تلاقيكى كنتي بتحلمى 
هتفت بنبرة مؤكدة لا لا أنا شفته والله يا عمر هو إنتوا جيبتوا چثث المراحيم هنا ولا إيه 
سألها بإستغراب مراحيم ! مراحيم مين دول 
هتفت بتوتر أقصد يعنى والدك واختك الله يرحمهم 
تبدلت معالم وجهه إلى الحزن فقال بشرود لا محدش جابهم هنا ثم تعالى هنا مين قلك
نظرت له برماديتها قائلة عمتو خديجة قالتلى 
هتف بضيق طيب قومى إدخلى أوضتك 
وقبل أن يغادر تشبثت بزراعه پخوف قائلة 
لا العفريت هيجى تانى 
هتف بضيق ونفاذ صبر أعملك ايه أخدك في حضنى يعنى
سحبت يدها بسرعة قائلة بحدة يا قليل الأدب يا حيوان يا زبا 
قاطعها پغضب قائلا بت إنتى لمى لسانك وغورى من وشى الساعة دى احسن أقسم بالله أفش غلى فيكى وأوريكى الحيوان والژبالة على حق 
ركضت من أمامه پخوف من منظره وتوجهت لغرفة عمتها بهدوء ثم تمددت إلى جوارها وإلتصقت بها پخوف وجاهدت في كتم شهقاتها حتى لا تستيقظ عمتها إلى إن غطت في النوم هى الأخرى 
أما هو دلف إلى غرفته وجلس يتذكر والده وأخته بحزن شديد فقد إفتقدهما كثيرا حيث كان والده بمثابة الحصن المنيع له والدرع الواقى فمنذ رحيله شعر وكأن ظهره كسر 
ثم تذكر سليطة اللسان تلك فهتف بضيق 
على النعمة حلال بهدوء 
أخذت تتأمله بدون إرادة منها تتشرب من ملامحه وإبتسمت بخفوت حينما دار بمخيلتها عندما سمعت يوما مقولة أحد النساء بأن المرأة الحامل إذا تطلعت إلى زوجها يصبح الجنين يشبهه كثيرا 
شهقت پصدمة حينما فتح عينيه بخبث قائلا 
طيب مش كنتي تقولى إنك معجبة أوى كدة 
نهضت بسرعة قائلة بتلعثم 
أاا أنا لا مش مش 
هتف بسخرية إيه مالك مش على بعضك ليه يبقى اللى قولته حقيقى مش كدة بس ما تعشميش نفسك كتير يا حلوة واه نسيت أقولك إن النهاردة جلسة أبوكى اللى إن شاء الله هاجى أبلغك بخبر الإعدام 
ودلوقتى زى الشاطرة كدة تروحى تحضرى الفطار على ما أخد شاور وألبس 
وقفت تحدق فى أثره پصدمة وكلماته تعاد في عقلها تعصفه عصفا شديدا هل سيموت والدها اليوم كما أخبرها أم انه يمزح 
إلتمع الدمع بعيناها فهو والدها بالأخير وفطريا إنشطر فؤادها عليه فهو بالأخير والدها مهما فعل 
نزلت بخطوات تائهة تجهز له ما طلبه منها حتى تتجنب صياحه 
بعد عدة دقائق عادت مرة أخرى وهى تحمل الطعام وكان هو قد خرج وإنتهى من إرتداء ملابسه 
أخذت تفرك فى يديها بتوتر تشجع نفسها بداخلها بأن تتحدث ولكن هيهات فهى وكأنما شل لسانها تابعها مراد بعيون حادة كالصقر ثم هتف بصرامة 
عاوزة تقولى إيه
نظرت له پصدمة كيف له أن يعرف ما يدور بداخلها ولكنها سرعان ما نعتت نفسها بالغبية لإنه بالأخير ضابط شرطة 
خرج صوتها أخيرا قائلا 
لو لو سمحت كككنت عاوزة يعنى عاوزة 
قاطعها قائلا بسخرية تشوفى أبوكى قبل ما يتكل مش كدة وعاوزانى أصدق إنك بريئة بجد أبهرتينى 
هتفت بحزن دة مهما كان أبويا حرام عليك وانا مش مضطرة أبررلك 
إلى هنا وطفح به الكيل قائلا پغضب وهو يشد على رسغها بقوة وإنتو مش حرام عليكم لما تقتلوا واحد ملوش ذنب كل ذنبه إنه ابن الظابط اللى بينبش وراكم ها 
متقلقيش هعمل بأصلى وأخدك معايا أهو تودعيه قبل ما يتكل روحى إلبسى على ما أفطر 
هرولت بسرعة من أمامه بعدما تناولت حجابها وأرتدته اما هو تابع تناول طعامه بغيظ وڠضب شديدين 
في فيلا حامد الداغر وبالتحديد في غرفة مصطفى الذى أخذ يسعل بشدة وهو يتوسد السرير 
دلفت ندى وهى تحمل كوبا من الأعشاب ووضعته على الكومود ثم ساعدته في النهوض فجلس نصف جلسة ثم مدت له الكوب بدموع قائلة 
خد إشرب دة وهتبقى كويس إن شاء الله 
مسك منها الكوب وأخذ يرتشف منه وعندما رفع وجهه ليحدثها وجدها تكتم شهقاتها بصعوبة فسألها بقلق 
مالك بتعيطى ليه
نظرت أرضا حتى لا تهطل دموعها
فيراها قائلة مفيش ما بعيطش 
حدثها بحدة بها بعض اللين 
ندى انا سألت سؤال جاوبى عليه مالك 
إنفجرت في البكاء وإرتمت بين زراعيه قائلة 
انا السبب سامحنى لو مكنتش وقعتك مكنتش مرضت بالشكل دة 
ربت على ظهرها برفق قائلا بإبتسامة 
لا مش إنتي السبب دة قضاء وقدر والحمد لله يلا بطلى عياط لأحسن أعطس في وشك أرقدك جنبى هنا 
ضحكت بخفوت فإبتسم الآخر لانه إستطاع أن يخفف من بكائها ثم هتف بخبث 
أفهم من الحضن الحلو دة إنك سامحتينى خلاص
إبتعدت عنه ونظرت له حلو 
وضعت يديها في وسطها قائلة 
ليه بقى إن شاء الله إنت اللى تسد النفس 
ضحك بصوته العالى قائلا يعنى إنتى بتستغلى إنى تعبان طب بس أفوقلك يا ندى وشوفى هعمل إيه
طالعته بتحدى عدم إكتراث قائلة أعمل اللى تعمله 
قالت ذلك ثم خرجت من الغرفة لترى سليم وتركته يطالع أثرها پصدمة فأطلق الآخر ضحكاته عليها عاليا على تحولها الذى راقه وبشدة 
نزلت بالأسفل وجلست تطعم الصغير
نظرت لها صفاء قائلة مصطفى كويس دلوقتى 
هتفت بهدوء اه يا ماما كويس الحمد لله دلوقتى حرارته راحت 
هتفت هايدي بغنج الحمد لله إنه بقى كويس 
نظرت لها ندى بغيظ ولم ترد وإستمرت تطعم صغيرها 
كانت تأكل وهى تكاد تذوب خجلا من نظراته المصوبة تجاهها فتمتمت بخفوت 
هو ماله النهاردة عيان ولا إيه أوف قلبى هيقف كدة 
أما هو كان يتابعها بتركيز
 

تم نسخ الرابط