حكايه سيف وسيلينا
المحتويات
لها لتسألها بعينيها
مالذي يجري لكن كيف ستجيبها المسكينة و هي
نفسها لا تعلم مابه...
نظروا في أثره و هو يتجه نحو الأعلى لتتأفف
سميرة و تغادر الطاولة هي أيضا بعد أن رمقتهم
باشمئزاز كعادتها...لم تهتم بها هدى بل سألت
إبنتها هامسة لها..
إنت مزعلة جوزك يا سيلين
سيلين بنفي
لا ياماما ما أنا قدامك معملتش حاجة و نزلنا
سميرة سألته عن آدم أصله بيكرهه اوي .
سميرة بقلق..ربنا يستر... طب يلا روحي وراه
شوفي ماله.
مطت سيلين شفتيها بملل لأنها كانت تعلم
أن سيف غاضب منها بسبب تعلقها بوالدتها
لكنها لم تخبرها...ضحكت بداخلها باستهزاء
و هي تتخيل أن ردة فعل هدى عندما تعلم
أن زوج إبنتها مهوس بها و يغار عليها حتى منها....
مكانها لتلحق به...صعدت الدرج و هي تفكر
كيف ستكون ردة فعله عندما يراها أمامه
من المؤكد أنه سيأنبها و يذكرها بوعدها
له عندما كانوا في الجزيرة...
في قرارة نفسها تعلم أنها ليست مخطأة فتلك
والدتها و من الطبيعي أن يشتاق أي شخص
لمن يحبهم....لما يجب عليها هي فقط أن تتنازل
لما لا يحاول هو الإصلاح من نفسه لأجلها
و تدلف باحثة عنه لتجده يقف في الشرفة
واضعا يديه في جيوب بنطاله...
في تلك اللحظة إبتسمت سيلين متناسية
كل ڠضبها منه و هي تشعر بقلبها يقفز داخل
أضلعها من شدة فرحتها برؤيته لتعترف
للمرة الالف بأنها تهيم عشقا بهذا الرجل بكل
عيوبه و سيئاته...
لم تشعر بنفسها إلا و هي تسارع نحوه
إيه اللي جابك دلوقتي... كنتي قعدتي
في حضڼ مامتك اللي وحشاكي... روحيلها يلا
انا مش محتاجك جنبي مش محتاج حد .
توقف عن الحديث و هو يتنفس بصوت مرتفع
بينما كان صدره يعلو و يهبط من شدة إنفعاله
دفعها بقوة من كتفها بعد أن جن جنونه
بغية طردها من الغرفة..
برا.... برااااا.. كلكوا كذابين زي بعض...
حاولت سيلين التكلم و قول أي شيئ لتهدأه
لكنها لم تستطع لأنه لم يسمح لها..فكل همه
هو كان التخلص منها شعرت سيلين بالذعر
من مظهره الغاضب و من تغيره المفاجئ
لتقرر المغادرة و العودة لاحقا لكنها.....
الفصل الثاني عشر
دلف فريد جناحه ليجد أروى تجلس على
سجاد الصالون و بجانبها لجين...توسعت
عيناه بدهشة و تقزز في نفس الوقت و هو يراهما تتوسطان عشرات الأطباق المليئة بالطعام
التي أرسلتها لها يارا مع السائق من
مطعمها الجديد أروى كانت تلتهم شرائح البيتزا بشراهة مصدرة
أصواتا متلذذة و كأنها
لم تاكل الطعام منذ أيام...أما صغيرته فكانت
تمسك بموزة و تعضها بأسنانها الصغيرة
ملطخة وجهها و يديها و ثيابها...المكان كان
في حالة مزرية و رائحة الطعام تملأ أنحاء
الجناح...
إستند على باب الغرفة و هو يضحك بصوت خاڤت
سرعان ما أصبح أعلى قليلا بعد أن سمع أروى تخاطب لجين التي أمسكت إحدى
السكاكين الصغيرة..
إيه دا يا لولا...هو إنت ناوية تاكلي البنانة
بالشوكة و السکينة زي ستك سناء...
أخذتها منها بسرعة حتى لا ټأذي نفسها
ثم تناولت منديلا ورقيا و بدأت تمسح لها
وجهها و ثيابها مستأنفة ثرثرتها من جديد..
شفتي بنت المحظوظة مرات عمك.. بيضالها
في القفص..عشان بقت حامل جابلها مطعم
بحاله اه طبعا فرحان عشان هيبقى أب و هي
هتبقى أم..
مصمصت شفتيها و هي ترمي المنديل و تمسك
بشريحة البيتزا لتكمل أكلها قائلة بسخرية
قال يعني هتبقى أم كلثوم دي بالكثير هتبقى
أم علي و إلا أم زعيزع..أهما الرجالة كده بياخذونا مادوموازيلات و يسبونا أمهات..شهقت
فجأة مضيفة بنبرة مستغربة... يكونش بيعوضها
على العلقة اللي خدتها من يومين.. ييييه دي
تبقى هبلة و معندهاش كرامة اصلا بقى
عشان حتة مطعم معفن تبيع نفسها .....
توقفت عن الأكل لترمق الصغيرة بنظرات
مغتاضة قبل أن تهتف من جديد بتبرم
مفيش معفنة غيري هنا..دا أنا بعت نفسي
ببلاش و ابوكي معبرنيش بحتة ساندويتش
كبدة عشان يراضيني...يا لهوي إيه اللي انا
بقوله داه هو انا هحسد البت و إلا إيه داه
يدل ما أفرح عشان ريحتنا من من أكل السلاحف
اللي بيجبهولنا كل يوم في قصر الأشباح...
أنا مش فاهمة هما ميعرفوش الفراخ و المحشي
أمال أغنياء إزاي عالم بخيلة....
رمشت بعينيها عدة مرات و هي تمط شفتيها
للأمام على شكل منقار بطة لتجد لجين ترمقها بنظرات مستغربة أرسلت لها قبلة ثم إستقامت من مكانها و حملتها و دارت بها عدة مرات لتبدأ الطفلة في الضحك بصوت عال....لتهمهم أروى معترفة
خلينا ننظف المكان و ناخذ دوش قبل
ما بابي ييجي و يشوفنا بالشكل داه مش
بعيد يهرب مننا....
تنحنح فريد لتلتفت نحوه أروى قائلة بابتسامة..
حبيبي إنت جيت إمتى ...
أجابها و هو يمد ذراعيه ليأخذ منها لجين..
لسه داخل...
إنحنى مقبلا جبينها و هو لايزال يضحك
على ثرثرتها... أشار بعينيه نحو طفلته التي
كانت تسند رأسها على كتفها بهدوء مضيفا..
شكلها عاوزة تنام...
أجابته أروى و هي تبتسم على شكل الصغيرة
اللطيف..
اه فعلا أنا هدخل أنظفها و أغيرلها هدومها
و بعدين هحضرلك الاكل .
قلب فريد عينيه نحو الأطباق التي كانت
تفترش الأرضية مجيبا..
لا أنا أكلت
في الشغل...هاخذ دوش و أنام
على طول...إبقي خلي واحدة من الشغالين
تييجي تنظف المكان...
نزع سترته تزامنا مع مرور أروى من الباب
الذي يؤدي نحو غرفة لجين...وضعتها على
فراشها الصغير ثم سارت نحو خزانتها لتخرج
لها ملابس جديدة...بعد وقت قصير قامت
بتنظيف وجهها ويديها بالمناديل المبللة
لأنها لم تستطع تحميمها بسبب سقوطها
في النوم ثم غيرت لها ملابسها و مددتها
بوضعية مريحة على السرير....غطتها جيدا
ثم أغلقت الباب الخارجي للغرفة بالمفتاح
حتى لا تتمكن هانيا من الدخول.....
بعد حوالي ساعة إنتهت أروى من تنظيف
الفوضى في الجناح حيث جمعت بقية
الأطباق الممتلئة ووضعتها في البراد
و قامت برمي الفارغة منها...و نظفت الارضية
و الزرابي بالمكنسة
الكهربائية ثم رشت بعض
المعطر ذو الرائحة الفواحة في أرجاء الغرفة...
دلفت بعدها نحو غرفة الملابس لتغير ملابسها
و تخرج بعض الملابس لفريد....
إكتفت هي الأخرى بتنظيف يديها ووجهها
بالمناديل المبللة بسبب شعورها بتعب فجئي
شديد لم تعرف مصدره حيث جعلها غير قادرة
على التحرك كثيرا...و بصعوبة بالغة جرت
نفسها من أمام تسريحتها لترتمي بارهاق
على الفراش و هي تشعر پألم قاټل يكاد
يفتك بأحشائها...
الظاهر إني خبصت اوي... أاااااه في الأكل .
تمتمت و هي تتنفس بقوة و قد إحتقن وجهها
و عجزت لوهلة عن التنفس من شدة الألم
الذي عصف فجأة بجسدها الصغير لتنكمش
أروى على نفسها مطلقة تأوها خاڤتا من
بين أسنانها حيث منعت نفسها بصعوبة من
الصړاخ حتى لا يسمعها فريد.....
بعد دقائق قليلة مرت عليها و كأنها ساعات
إستطاعت أروى النهوض من مكانها مستندة
بيدها على حافة الفراش... نظرت پصدمة
في المرآة نحو وجهها المحمر و خصلات
شعرها الملتصقة بوجهها بسبب تعرقها
الشديد...إلتفتت نحو فريد الذي خرج لتوه
من الحمام و الذي بدوره بهت من رؤيتها
في هذه الحالة الغريبة....إنزلقت المنشفة التي
كان يمسح بها وجهه و رأسه على الأرض
من يديه بينما يندفع نحوها يتفحصها
بړعب بدا جليا على وجهه
أروى حبيبتي مالك... إنت كويسة
رفع اصابعه ليتحسس بشړة وجهها الساخنة
و رقبتها مغمغما باڼهيار..
أروى... إنت سامعاني.....
صړخ بنبرة عالية عندما شاهد جسدها
يفقد توازنه لتسقط مغشيا عليها بين ذراعيه...
حملها بسرعة نحو الفراش ثم هاتف هشام
ليرسل له طبيبة حتى تفحصها....
رمى الهاتف من يده ثم تناول ثيابه ليرتديها
على عجل و عيناه لا تنزاحان عن تلك التي
كانت تائهة في عالم آخر و لا تشعر بشيئ حولها.....
قلبه يكاد يخرج من من بين أضلعه خوفا عليها
لايعلم مالذي حصل لها فجأة ألم تكن منذ
قليل بخير
بعد ساعتين.... خرج الجميع سناء ندى و يارا أيضا
التي أتت للإطمئنان على من تعتبرها صديقتها
الوحيدة في هذا المكان عندما سمعت بخبر
حملها و الذي زفته لهم الطبيبة بعد أن قامت
بفحصها...أروى كانت في غاية السعادة رغم
شعورها بالخجل و اخيرا سوف تنجب
نسخة مصغرة عن حبيب قلبها... وضعت يدها
تتحسس بطنها المسطحة و هي تتجلس على
الفراش مسندة ظهرها على حافة السرير
تفكر ببلاهة ماذا سيهديها فريد بهذه المناسبة...
يعني يارا بس هي اللي حامل ..
همست تمازح نفسها فهي طبعا لم تقصد
ذلك بل بالعكس هي تحب يارا كثيرا و تشعر
بالسعادة لأن علاقتها مع صالح بدأت تتحسن
أو هذا ما تراءى لها... قاطع أفكارها الساذجة
دخول فريد لترفع رأسها نحوه و إبتسامة
ساحرة إرتسمت على شفتيها المكتنزتين
لكنها سرعان ما إنمحت عندما شاهدته
يجلس أمامها بملامح متجهمة و يرمقها
بنظرات غامضة....
تساءلت بشك بدأ يتسلل داخل طيات قلبها..
فريد... إنت مش فرحان بالبيبي
إنحنى بجذعه الضخم نحو الإمام شابكا
يديه معا و كأنه في جلسه تحقيق مع
متهم لديه في القسم ثم أجابها..
لا...و إنت كمان بلاش تفرحي بيه أوي
عشان وجوده مش هيطول .
جعدت أروى جبينها بعد سماعها لكلماته الغريبة
لوهلة ظنت أنه يمازحها فعقلها الباطني رفض
و بشدة تصديق ما تفوه به مما جعلها
تتدعي عدم فهمه لتنطق بارتباك بينما عيناها
كانتا مثبتتان على تقاسيم وجهه في محاولة
جاهدة لفك شيفرات نظراته الجامدة نحوها..
أنا مش فاهمة إنت تقصد إيه بكلامك داه
لم يتأخر رده عنها بل آتاها سريعا حيث
نطق و بكل قسۏة..
البيبي داه لازم ينزل و بسرعة...أنا مستحيل
أكرر اللي حصل مع ليلى ثاني مش هسمحله
ياخذك مني إنت كمان .
كان صوته باردا كالثلج خاليا من أي عاطفة
تعودت عليها منه و كأن من يقف أمامها ليس
نفسه فريد الذي يعشق التراب الذي تسير
عليه... نظرات الړعب و القلق ظهرت على
كل خلية من جسدها الذي إنتفض كردة فعل
رافضا لكل هذا الهراء الذي سمعته لم تكلف
نفسها حتى بإبعاد الغطاء من فوقها و الذي إنزلق
لوحده حالما وقفت على ركبتيها على السرير
مقابلة لوجهه لتهدر بصوت مهزوز..
فريد إنت بتهزر صح
إزدرأ فريد لعابه بصعوبة مشيحا بوجهه نحو
الجهة الأخرى لم يستطع تحمل نظراتها الضائعة
التي كانت توجهها نحوه...وقف من مكانه
هربا من مواجهتها معلنا باصرار..
المواضيع دي مفيهاش هزار ...أنا خذت قراري و مش هتراجع عنه...أنا مش عاوز أطفال كفاية لجين .
ثبتت أروى قدميها المرتعشتين بصعوبة على أرضية الغرفة لتتعلق بكتف فريد راجية إياه بتوسل
فريد عشان خاطري قلي إنك بتهزر معايا...
أنا مش مصدقة اللي إنت بتقوله داه..
نفضها فريد عنه بقسۏة مزيفة و هو يخطو إلى
الإمام عدة خطوات...الخۏف أصاب كل جزء
منه متخيلا لحظة فقدانها كما فقد ليلى...يعلم
أنه هذه المرة لن يتحمل ابدا مستعد لأن
يضحي بكل شي حتى بحياة طفله المهم أن
تبقى معه...
حدقت أروى بظهره العريض پضياع و هي
تحرك رأسها بعدم تصديق... رفعت أناملها
مكفكفة دموعها بينما تطمئن نفسها داخليا
أنه لا يقصد ذلك و أن ما يتفوه به فقط هو
نتاج خوفه من فقدانها كما تحدثوا سابقا
و سيهدأ بعد قليل و يعتذر منها بل و قد
يفكر في إقامة إحتفال صغير بمناسبة حملها
كما يفعل الاغنياء عادة.....
ضحكت رغم الغصة التي كانت تنمو داخل
حلقها لتجلس على حافة السرير بعد أن
كادت تسقط اكثر من مرة...أخذت نفسا
عميقا قبل أن تتحدث بضعف
هنتكلم في الموضوع داه بعدين...
إلتف نحوها مقاطعا إياها بحزم يبدو أنه
قد إتخذ قراره..
لا قبلين و لا بعدين الموضوع داه منتهي
و أظن إننا متفقين إننا منخلفش .
نظرت نحوه أروى بتشوش محاولة قدر الإمكان
أن لا تبكي مرة أخرى فهذا ليس وقت البكاء
ابدا هي الآن تحمل جزءا منه و منها بداخلها
و يجب أن
متابعة القراءة