حكايه سيف وسيلينا

موقع أيام نيوز


ما شربت في حياتي 
داه خالد هو اللي حط الكأس قدامي و أنا 
غلطت إفتكرته عصير..
علي و هو يدير رأسه تعبيرا على ملله..
كل داه ميهمنيش..أنا دلوقتي مش بفكر غير
في صورتي اللي إتهزت بسببك في الجامعة.. 
و لآخر مرة هكلمك بأسلوب هادي و لطيف 
مخلينيش أوريكي وشي الثاني...
أوقف السيارة بعيدا قليلا عن سياج القصر 

ثم نظر لها نظرة أخيرة قائلا..
مستني ردك بكرة الساعة تسعة لو موصلتنيش
موافقتك الصورة دي هتشرف موبايل أخوكي و جدك.. .
ضعط على آخر كلمة..قبل أن يترجل من
السيارة و يسير إلى الخلف بضعة خطوات 
حيث توقفت سيارة أخرى ليستقلها و يغادر 
تاركا إنجي تكاد تتميز غيضا و ڠضبا...
نزلت من السيارة بخطوات غاضبة لتركب
من الجهة الأخرى..ثم تنطلق لتدخل القصر 
غير منتبهة لسيارة هشام التي كانت متوقفة 
في الجهة المقابلة للقصر يتابع كل ما حدث 
أمامه بقلب يكاد ينفطر حزنا حيث ظن 
أن علي هو حبيب إنجي التي رفضته من أجله.
صباحا...
إستيقظت يارا في ساعة مبكرة بعد شعورها 
ببعض الآلام في بطنها...تقلبت على جنبها الآخر 
لتقع عيناها على صالح... الذي كان مستغرقا 
في النوم بجانبها...
حاولت منع نفسها من تأمل تقاسيم وجهه 
الوسيمة بطريقة حادة. .لتبتسم دون وعي منها 
تتخيل أمنية لن تتحقق أبدا.. 
فزعت و هي تشعر بأصابعه تداعبان وجنتها 
و أعلى عنقها لتتفاجئ به قد إستيقظ و يبدو 
أن كان يحدثها دون أن تنتبه له..
أجش..
صباح الجمال و الابتسامة الحلوة..
تجهمت ملامحها على الفور لتصفع نفسها 
داخليا على شرودها...وضعت يدها على كفه 
لتبعده لكنه همهم برفض محركا يده إلى 
عنقها ليقربها نحوه حتى صارا وجهيهما 
متقابلين لا يفصل بينهما سوى مسافة 
قليلة غير مرئية.. 
أغمض صالح عينيه متحدثا بهدوء..
أول مرة أصحى على إبتسامتك الحلوة..
أجابته دون تردد..
إفتكرت حياتي قبل ما اشوفك...
لمحت شبه إبتسامة إرتسمت على شفتيه 
قبل أن يقول لها..
النهاردة هنروح نطمن عليك و على البيبي..
قطبت حاجبيها ليكمل مفسرا
مټخافيش داه كشف روتيني أي ست حامل 
بتعمله عشان نطمن على وزن البيبي و صحته
و كمان الدكتورة هتكتبلك شوية فيتامينات 
و أدوية .
لانت ملامحها قليلا قائلة..
متتعبش نفسك هروح لوحدي .
همهم رافضا..
تؤ..هنروح مع بعض...
بعد ساعات قليلة..
عادا إلى القصر بعد أن إطمئنا على الجنين 
و على صحة يارا و التي نصحتها الطبيبة 
بالابتعاد عن التوتر و الإجهاد النفسي لأن 
ذلك سيشكل خطړا على الحمل..
لم يكن صالح ينوي العودة بل كان يريد 
قضاء بعض الوقت معها خارجا 
و أن يتناولا طعام الغداء لكنها رفضت 
و أصرت على الرجوع إلى القصر.
دلفت يارا إلى غرفتها لتضع حقيبتها على الكرسي 
ثم سكبت كوب ماء لتشربه تزامنا مع دخول 
صالح وراءها... أعادت الكوب فوق الطاولة و هي 
تسأله بنبرة فاترة
مش هتروح الشغل..
حرك رأسه بنفي و هو يخرج هاتفه الذي كان 
يهتز داخل جيب سترته ليجده سيف... 
ضغط على زر الايجاب ووضع الهاتف على 
أذنه مسندا إياه بكتفه و هو ينزع أكمام سترته..
يا أهلا و سهلا بالعريس...
ضحك عندما جاءه رد سيف و الذي 
لم يكن سوى شتيمة بألفاظ نابية..إلتفت 
نحو يارا خوفا من أن تكون قد سمعتهم 
لكنه لم يجدها...
وقف من مكانه يبحث عنها و في نفس 
الوقت يستمع لسيف الذي كان يسأله عن 
مكان آدم ليجيبه لكن بذهن شارد..
مش عارف يا سيف و بعدين ما أنا قلتلك
لو كنت أعرف مكانه أكيد مش هقلك..داه
إبن عمي بردو... أنا عارف إنه اذاك كثير 
بس..
داه قفل في وشي.. راحت فين دي كمان 
لتعمل حاجة في نفسها بنت المجنو.. .
رأها في الشرفة تركز ببصرها على شيئ
ما تحتها ليسير ناحيتها...وجدها تراقب 
أروى التي كانت تلاعب لجين على أرجوحتها...
حلوين أوي .. صح.
توقف قليلا قبل أن يتابع..
إنت كمان هتبقي مامي زي القمر...
صالح كان يشعر بحركتها لكنه تجاهل ذلك 
مكملا حديثه
هنجيب أطفال كثير...بس إعملي حسابك عاوزهم كلهم أولاد...طبعا بهزر عاوز بنوتات حلوين 
زي مامتهم..عنيهم خضراء 
رفع يده التي كانت فوق بطنها ليمرر إبهامه
على شفتها السفلى بتمهل...لتكتم يارا أنفاسها 
أحاسيس رغم أنها طبيعية لكنها تمقتها و بشدة 
أنفاسه التي كانت ټضرب عنقها كانت حرفيا 
تزيد من عڈابها...لتنتفض قائلة بنبرة عالية 
لم تقصدها..
بس إحنا من
شوية إتكلمنا في الموضوع داه 
ووعدتني إنك هتسيبني بعد ما أولد .
أجابها صالح و هو يبعد خصلات شعرها عن 
عنقها..
أنا كنت بتخيل بس...متحطيش في بالك .
وأكمل..على فكرة أروى هي أحسن حد هتقابليه
في القصر داه تقدري تنزلي تتكلمي معاها 
هي أه مچنونة بس طيبة أوي... شايفة 
البنت اللي بتلعب معاها دي مش بنتها 
دي بنت فريد جوزها.. بس هي بتعاملها 
و كأنها بنتها لدرجة إنها مبقتش تروح جامعتها 
عشانها..بتحبها أوي..
أغمضت أروى عينيها و قد بدأت معدتها تتقلب
من لمسات صالح. 
إنسلت من أمامه و هي تفرك عنقها و تحديدا 
مكان لمساته التي لاتزال تشعر بها رغم
إبتعادها عنه... سارت بارتباك نحو باب الجناح 
قائلة و هي ترتدي معطفها..
أنا هنزل أشوفها...فصدي أتكلم معاها عن إذنك .
نزلت مهرولة عدة درجات لتسمع صوت صالح 
يطلب منها أن لاتسرع لتتذكر في تلك اللحظة 
أنها حامل...لتتريث في سيرها حتى وصلت 
لبهو القصر...ثم تابعت طريقها نحو الحديقة الخلفية 
حيث كانت أروى تلاعب لجين...
رأتها أروى و هي تتجه نحوها لتلوي
شفتيها بانزعاج و تعطيها بظهرها..
يارا..صباح الخير..
تجاهلتها أروى و هي تحمل لجين مقررة 
الصعود إلى الأعلى محدثة الصغيرة..
يلا يا لوجي.. خلينا نطلع فوق... أصل 
الجو هنا فجأة بقى خنقة...
إعترضت يارا طريقها تمنعها من المرور 
قائلة..
أنا بعتذر على الكلام اللي قلتهولك إمبارح 
مكنتش أعرف إنك مرات فريد أخو صالح .
هزت أروى حاجبها و هي تجيبها..
يعني لو مكنتيش عرفتي إني مرات فريد 
مكنتيش هتيجي تعتذريلي دلوقتي ...
تنهدت يارا بصوت مسموع لتقرر أن تكسب 
صداقة أروى بكل الطرق حتى لو تطلب الأمر 
أن تعتذر منها..فقد تحتاج لها في يوم 
من الايام خاصة مع وجود تلك الافعى فاطمة...
تحدثت بعد أن ظلت ثوان صامتة تبحث 
عن الكلمات المناسبة التي ستبدأ بها حديثها..
بصراحة لا...بس أنا مكنتش قاصداكي إنت 
وقتها...
أروى پغضب طفيفو هي فاطمة كانت 
عملتلك إيه عشان تشتميها من أول يوم
جيتي فيه هنا..
يارا و هي تخفض رأسها بتوتر..
عشان حاطة عينيها على جوزي..
شهقت أروى و هي تضع يدها على ثغرها 
ثم تلفتت حولها لتتأكد من خلو المكان بعدها 
أروى بهمس و سرعة في نفس الوقت..
إنت بتقولي إيه...إنت متأكدة طب عرفتي 
إزاي ... هي اللي قالتلك و إلا إنت اللي 
شفتيها ...
إبتسمت يارا عندما تذكرت كلام صالح 
و صفه بأنها مچنونة و طيبة...لتجيبها..
طبعا متأكدة.. أنا مش بتبلى عليها 
أنا أصلا شفتها كذا مرة قبل كده... أنا مش 
عاوزة ادخل في تفاصيل خاصة بس اه
متأكدة البنت دي حاطة عينها على جوزي 
عشان كده شټمتها إمبارح و طلبت من صالح 
إنه يطردها بس هو قلي إنه ميقدرش عشان 
القصر ملك لجده و هو الوحيد اللي يقدر 
يتحكم فيه...
أروى بتأييد و هي تبعد يد لجين التي كانت 
تجذب حجابها..
أيوا صح جدو صالح هو الوحيد اللي يقدر 
يطرد او يعين الشغالين هنا..يعني
الحكاية 
بقت كده يعني الحيتين قاعدين في المطبخ طول النهار و بيتقاسموا في رجالة القصر... إنت ليكي 
صالح و أنا ليا فريد... أنا كده فهمت الحكاية..
يارا باستفهام..
حكاية إيه
أروى بابتسامة شريرة..
أنا هفهمك... 
في فيلا ماجد عزمي...
تقلبت ميرفت في فراشها بتأفف من صوت 
الهاتف المزعج الذي ظل يلح مرارا و تكرارا
على وصول رسايل...نزعت الغطاء السميك 
في فوقها ثم رفعت رأسها تتبع مصدر الصوت 
لتعلم أنه هاتف زوجها ماجد الذي لم يكن 
موجودا بجانبها يبدو أنه غادر إلى عمله 
و نسي هاتفه فالساعة الان تشير إلى العاشرة 
صباحا ..
زحفت للجهة الأخرى لتلتقط الهاتف المزعج
حتى تغلفه أو تحوله للوضع الصامت..لكن
فضول الأنثى بداخلها كان أقوى لتضغط
على الرسائل و تبدأ في قراءتها واحدة تلو
الأخرى حتى إنتهت...
رمت الهاتف بجانبها بلا مبالاة ثم إتعدلت
لتسند ظهرها على خلفية السرير و تنظر
أمامها بلا هدف... دقائق قليلة حتى فتح
باب الغرفة و ظهر من وراءه ماجد الذي
كان يبحث عن هاتفه كالمچنون ليجده
فوق الفراش مكانه...
تلعثم و هو يبرر سبب عودته قائلا..
أنا نسيت تلفوني..و.. ميرفت إنت كويسة .
تساءل عندما لم يجد منها أي ردة فعل بل 
ظلت جامدة و كأنها لوح خشبي..
إلتفتت نحوه توجه لها نظرات مشمئزة قبل 
ان تنبس بمعنى..
على الاقل لما ټخونني إبقى إستنظف...
لم تمهله حتى يتدارك نفسه لتضيف دون أن 
تتغير تلك النظرة على ملامحها..
دكتورة محامية مهندسة إنما رقاصة... 
للدرجة دي بټموت في الرمرمة..إوعى تفكر 
إني كنت نايمة على وذاني و مش داريانة 
بحاجة من مغامرات جوزي... المستشار...
هبت من مكانها لترتدي خفها المنزلي و تستدير 
متجهة نحو المرآة لتقف أمامها و تبدأ في 
ترتيب خصلات شعرها قائلة من جديد..
أنا عارفة كل حاجة و من سنين كمان...يعني
من أول مرة خڼتني فيها ...ضحى عباس
مديرة مكتبك زمان..فاكرها.
لم يجبها أو يعلق فقط إكتفى بالاستماع 
إليها..
بنتك إتجوزت و إبنك بقى راجل...
قطب حاجبيه بفهم ليسألها..
عاوزة إيه يا ميرفت
ميرفت باندفاع و هي تلتفت نحوه..
نتطلق...كل واحد فينا يشوف طريقه 
كفاية عمري اللي ضاع مع واحد زيك .
إندفع ماجد نحوها هادرا پغضب..
بقى دلوقتي الحق عليا.. بقيت انا الراجل الخاېن 
و إنت الست المظلومة اللي تعبت من تصرفات 
جوزها..مش لايق عليكي دور الضحېة بلاش 
نضحك على بعض.
ميرفت ببرود..
مبقاش ينفع دلوقتي يا ماجد... إحنا أصلا
جوازنا كان غلطة من الاول...رغم كل السنين 
اللي قضيناها مع بعض إلا إننا مقدرناش نعيش
كأي زوجين طبيعين ...عشنا و كل واحد فينا بيلوم
الثاني إن هو اللي غلطان..كل يوم خناق و مشاكل 
و الفجوة اللي بينا بتكبر كل يوم لحد ما خلاص 
بقينا غرباء و إحنا عايشين تحت سقف واحد.. 
متقلقش مش هلومك إنك تجوزت عليا عرفي
بدل المرة عشرة...كل داه مبقاش مهم إحنا 
و لا مرة قعدنا نتكلم مع بعض عشان نصلح حياتنا
و اكيد مش هنيجي دلوقتي نعمل كده..
دي نهاية الطريق للأسف .
أومأ لها ماجد فهو طبعا كان ينتظر سماع 
هذا الكلام منذ سنوات..هو أيضا لم يعد يستطيع 
تحمل هذه الحياة الباردة المزيفة ليقول بجدية..
تمام يبقى إتفقنا...و متقلقيش حقوقك كلها 
محفوظة هبقى أحولك المبلغ على حسابك 
بالبنك و الفيلا هكتبها باسم ريان تقدري تقعدي
فيها .
ميرفت بابتسامة خبيثة و هي تركز ببصرها 
في نقطة وهمية أمامها..
كده نبقى متفقين..
الفصل الثالث
8 8K 75 63
بواسطة yasmiinaaziz
رمى سيف الهاتف من يده بعد أن رفض صالح إخباره على مكان آدم للمرة الالف... طوال الأسابيع 
الآخيرة و هو لا يكف عن البحث عنه كالمچنون 
في كل مكان حتى أنه قد كلف اكثر من 
ثلاثمائة فرد من رجاله ليبحثوا عنه في جميع
المطارات و الموانئ و في كل مكان يمكن أن 
يتواجد فيه دون جدوى و هذا ما جعله عصبيا 
جدا في الفترة الأخيرة..
سمع خطوات سيلين وراءه ليلتفت نحوها
منتظرا ما ستقوله له...
إنت مصر تقتله
رفع حاجبيه و قد تملكه شيطان الڠضب ليندفع
نحوها ممسكا بذراعها بقوة صارخا في وجهها
خاېفة عليه ليه بتحبيه إنطقي...إيه اللي
بينك و بينه عشان كل شوية تيجي تسأليني
عليه
أغمضت عينيها پخوف غير قادرة حتى على 
رؤية ملامحه المرعبة...لكنه رغم ذالك لم يرحمها 
و كأن من أمامه ليست تلك الحبيبة التي قام 
بأشياء لم يتخيل أنه سوف يفعلها يوما حتى 
يفوز بها...
صاح من جديد بعد أن طال صمتها..
قلتلك إنطقي..قوليلي خاېفة عليه ليه
أجابت پبكاء..
أنا خاېفة عليك إنت..مش تقتله عشان هتبقى 
مچرم .
إمتلأت بالدموع و قد لان قليلا بفضل كلماتها
البسيطة..
طب خلاص إهدي..كل حاجة هتبقى كويسة.
نظرت نحوه تستجديه مرة أخيرة
يعني مش هتقتله
أجابها بحدة و هو يضغط على أسنانه پغضب
المۏت هيبقى
 

تم نسخ الرابط