قصة شهد للكاتبة منى فوزي

موقع أيام نيوز


انتي فين يا حنان.. بقالك كتير
كان الباب مواربا.. تردد و لكن قلقه و عدم ردها جعله يطل براسه من الباب..
وجد شيئا ادهشه..
كانت حنان متسربلة بوشاح وردي كبير يغطيها كاملة ماعدا الوجه عرف لاحقا ان اسمه اسدال .. كانت تجلس علي سجادة .. وتتمم بخفوت.. انها تصلي!
تراجع للخارج ووقف مرتبكا مندهشا يسند ظهره للحائط..

ربما لم يري شخصا يصلي امامه من قبل سوي في المسلسلات و الافلام!
حنان من اولائك الذين يصلون! لم يبد عليها..
وكأن الامر عجبة .. وفي نفس الوقت كان يعجبه.. منظرها بذلك الوشاح كان اقرب للملائكة.. في وسط كل ما هما فيه من توتر و قلق و سرعة.. لم تنسي ان تصلي.. بل اصرت ان تؤجل كل شيء لما بعدها..
برغم من انه كان يرهب اولائك الذين يصلون..و لكنه لسبب ما كان منبهرا .. فخورا بها..
خرجت حنان و قالت بابتسامتها الصافية اتأخرت عليك معلش..يلا بينا 
قال عمر و هو ينظر اليها ملء عينيه انتي بتصلي
حنان اه. الحمد لله بقالي فترة طويلة.. واحدة كانت بتشتغل عندي من فترة علمتني.. تصور.. علمتني مع ان هيا اصغر مني بكتير
عمرحالما و مازال يغزو وجهها بعيناهدي حاجة كويسة اوي
حنان انا مش عارفة كنت عايشة منغيرها ازاي.. برغم اني لوحدي في الدنيا.. عمري ما بقيت احس بكده من اول ما ابتديت اصلي.. 
قالتها و سبقته للباب و هي تقول علي إستحياء انا دعيتلك!
ثم تحولت نبرتها للقلق للحزن ودعيت لابن المچنونة التاني هو البت شهد.. نجيهم يا رب
كان مازال واقفا يتأملها عن بعد..
قالت مش يللا!
كم يحبها.. مازالت حنونة .. بريئة.. محبة للجميع.. كيف تركها تتركه.. كيف تركها تذهب بعيدا عنه..
كم يخشي عليها..
تحرك ببطء و قال لأ انتي هتستني هنا.. هكون مطمن عليكي اكتر وانتي بعيد عن الي بيحصل.. وكمان عشان لما سي جو المچنون بتاعك يرجع تطمنيني .. او لو في اي اتصال مهم جه علي البيت
حنان في احباط بس انا كنت عايزة اروح معاك.. اشوف الترتيبات بعيني..
عمر و قد اقترب منها جدا و قال انت هنا مقر العمليات و الاتصلات.. اهم دور في الخطة.. خليكي احسن عشان ابقي مطمن..
تركها و خرج.. برغم الوضع المقلق ..لم تفارقها الابتسامة حتي بعد ان اغلق الباب..
انحني جو و زحف و وتشقلب و قفز .. وقدم كل المهرات التي تميز لاعبي الاكروبات او مقاتلي النينجا.. و في النهاية و صل لسطح المخزن..
بحث عن السلم فوجده.. نزل عليه بحرص و خفة.. كان يطل برأسه اولا قبل ان يتقدم خطوة.. صارت الان لديه رؤية واضحة للمكان من اعلي السلم..
كان مخزنا صغيرا بسقف عال.. مليء بالمهملات و الصناديق و قطع غيار خردة كبيرة مفككة من سيارت..
هاهي شهد تجلس مکبلة الايدي .. بدى عليها الارهاق.. لم يتمكن من التأكد ان كانت مصاپة بضربات ام لا.. ولكنها بدت بخير في العموم..
و لم تكن تبكي.. هدأ نوعا ما حين رءآها هادئة..
مسح المكان بنظره .. هناك بالداخل عصام و سليم.. فقط! 
فقط!! بأمكانه النيل منهم جميعا.. الامر سهل جدا.. غاية في السهولة..
لدرجة انه صار مشكوكا فيه..
ولكنه ظل يعيد النظر مرارا و تكرار.. بالفعل لا يوجد في المكان سوي اربعة رجال و شهد..
حتي ان الخواجة لا أثر له! لو كان الامر كذلك فبإمكانه التغلب علي اربعتهم و الخروج بشهد سالمة..
صعد للسطح مرة اخري.. بحث عن قطع معدينة متوسطة الحجم.. وقف متواريا تماما فوق نقطة و قوف الرجلين الحراس علي باب المخزن.. قام بألقاء قطعة بعيدا بكل قوته.. عبرت القطعة مسافة كبيرة مخترقة الهواء لتهبط پعنف فوق كومة متكدسة من قطع الغيار المعدينة مصدرة صوت ارتطام عالي..
انتبه الرجلان للصوت..
قال احدهما ايه ده
الثاني روح شوف.. ده عند الحديد اللي هناك..تلاقيها قطة..
الاول لأ ده صوت حاجة خبطت جامد.. مش قطة..
الثاني طب روح شوف!
الاول و متروحش انت ليه و لا انت عايز تتأمر و خلاص!
كاد يوسف ان يلطم علي وجهه من كسل و غباء هذان الحارسان المملان! فليذهب احدكما بالله عليكما حتي يتخلص جو من الآخر!
فقام بقڈف قطعة اخري و لكن باتجاه اخر.. و تواري بعدها مرهفا سمعه لرد فعلهما..
هنا قال الاول متوجسا لأ ده كده في حاجة بتتحرك حوالينا!
نظر
 

تم نسخ الرابط