قصة جديدة وكاملة بقلم سارة نبيل

موقع أيام نيوز


يا تركواز...
حركت رأسها وابتسمت وهي تتذكر تلك الليلة بالمشفى عندنا أخرجت الهاتف السري الذي يقبع معها من أسفل الفراش وأتت مرح برقم قيس من المشفى وقامت قدر بالمهاتفته وإخباره بمقابلة شقيقها ياسين على مقربة من المشفى بالمكان المتفق عليه وقتها صدم قيس وظل ينظر للهاتف ببلاهة..
هتفت قدر بهدوء وهي تسير معه للخارج

حاضر ...خد بالك من نفسك يا حامي الحمى..
نظر لها بعشق وقال بتمني
الود ودي أفضل جمبك كدا ومش أتحرك من جمبك بس مضطر يا عيون قيس..
ابتسمت له برقة ورددت
ترجع بالسلامة يا قيس .. وهترجع هتلاقيني مستنياك..
قبل قيس جبينها وهو لا يستيطع حقا الإبتعاد عنها وبالاخير فصل نفسه عنها واستقل سيارته وخرج نحو المشفى تحت نظرات قدر المبتسمة بسعادة..
بعد قليل وصل قيس للمشفى هبط من سيارته ودلف يسير نحو غرفة مكتبه مر بجانبه الساعي الذي قال بود
طلباتك أيه يا دكتور قيس .. تشرب أيه..
ابتسم له قيس وقال
فنجان قهوة يا حاج حسني علشان الواحد يفوق للي جاي..
حرك الرجل رأسه بطيبه وانصرف لتحضيرها بينما دلف قيس لغرفته وجلس خلف مكتبه وفوق فمه إبتسامة واسعة ثم أخذ يقلب في بعض الأوراق والملفات حتى مر القليل من الوقت ليدلف الساعي المتربد وجهه بالتوتر على غير عادته السابقة .. قلق لم يلحظه قيس..
وضع فنجان القهوة وانصرف سريعا دون أن ينبس ببنت شفه..
كان قيس يشعر بالحماسة وكان يريد الإنتهاء من عمله سريعا حتى يعود لقدر بأسرع ما يمكن..
حمل فنجان القهوة وأخذ يرتشفها بتلذذ حتى انتهى منها..
ومر القليل فقط من وضعه الكوب فارغا حتى شعر بدوار يلف رأسه أخذ يحرك رأسه وأصبحت رؤيته ضبابية ليظل يعاود غلق وفتح أعينه لكن دون فائدة وأدرك ماهية ما حدث على الفور وأكد له ذلك حين اقتحم الغرفة رجال يبدو على وجههم الإجرام يتوسطهم هذا المړيض المبتسم بإستفزار عزيز...
رمقه قيس بإشمئزاز وشراسة ليدلف لأذنه قبل أن يسقط في الظلام بينما وضع أحد الرجال غطاء أسود على رأسه..
وقال عزيز
أكبر غلط عملته أنك اتحديت عزيز البحيري ووقفت قدامه واتجرأت تاخد حاجة تخصه يا دكتور المجانين..
لازم تدفع الحساب إللي عليك....
بينما بجهة أخرى عند ياسين ارتفع رنين هاتف باسم هذا الشخص الذي له الفضل بالكثير..
شخص حين الكشف عنه سيحدث صدمة تصفر منها الأنامل والوجوه ستكون ضړبة قاضية للجميع..
أتى الصوت من الجهة الأخرى لاهثا مسرعا يقول بتلهف
ياسين في حاجة مهمة جدا لازم تعرفها...
يتبع..
قالت بصوت مصبوغ بالحزن وقلب منفطر
شوفت يا رضوان فات سنين وهو حتى مش هان عليه يشوف أبوه وأمه ولو من بعيد..
زي ما يكون صدق يبعد عننا .. يعني إحنا مش وحشناه خالص كدا يا شيخ رضوان مش بيفتكر أبوه وأمه خالص .. حسرة كبيرة في قلبي على تحجر قلب ابني..
تنهد الشيخ رضوان بثقل وأردف بينما يربت على ظهرها بحنان
هو الخسران يا رحيمة هو مكانش راضي بعيشتنا وبهدلنا وعيشنا في مشاكل كتير..
وهو ابن غير بار وغير صالح وأنا عملت إللي ربنا أمرني بيه وأحسنت تربيته بس مكانش فيه فايده .. عادي يا رحيمة ما ابن سيدنا نوح عليه السلام كان كافر وهو نبي..
حاولت معاه كتير وجاهدنا معاه يا رحيمة لكن هو تمرد ووصل الموضوع للمخډرات والتحرش ببنات الحارة وسرق بيوت الحارة ومسابش حاجة حرام وغلط ألا ما عملها وفقدنا السيطرة عليه إللي زي ده مكانش ليه قعدة في بيتي وأنا عندي بنات وهو إللي ما صدق وطفش علشان يخلص

من تحكماتي زي ما كان بيقول..
متزعليش يا رحيمة مسيره في يوم هيفوق حتى وإن كان اليوم ده بعد سنين طويلة هيعرف قيمة كل حاجة كانت معاه وقيمة أبوه وأمه بس هيكون بعد فوات الأوان..
تنهد تنهيدة مطوله وهو يرفع أعينه للأعلى قائلا
الدنيا دي غريبة أوي يا رحيمة ولد كان تحت إيده كل سبل الراحة والصلاح وطلع فاسد..
وعندك قيس .. أبوه رماه وهو طفل واكتفى بالبيت إللي سابه قاعد فيه ومصاريف بيبعتها كل فين وفين ليه ونسى أنه طفل محتاج رعاية وتوجيه بس هو كان متأكد إن أهل الحارة مش هيسبوه ولغاية النهاردة محدش يعرف عنه حاجة وربيت أنا قيس نفس التربية إللي ربيتها لطاهر بس ما شاء الله
 

تم نسخ الرابط