للكاتبة امل نصر
البرتقال فوق حجره يتناول منه وهو يتحدث فردت كازة على أسنانها
الفلوس دي من مرتبي يابابا يعني مخدتش حاجة منك .
أكمل شعبان بلهجته المستنكرة
مش بقولك في طور وبيصرف ع البيت طب حتى لو كان من مرتبك هو انت الفلوس دي جايباها من حرام يعني عشان تبعزقيهم كلهم في يوم واحدة
زمت شفتيها لتهمس لوالدتها پغضب
عاجبك كدة أديك فتحتي علينا فاتحة ومش هنعرف نسدها يعني مكانش ينفع كلامك دا ما بيني وما بينك على الأقل كنت افهمك .
تفهميني ايه لهو انت عندك مواضيع كمان
قالتها بهمس إحسان هي الأخرى فناظرتها غادة بثقة لتردف لها قبل أن تذهب من أمامها نحو غرفتها
حصليني جوا وانا احكيلك كل حاجة.
نظرت في أثرها بتفكر إحسان قبل أن تجفل على قول زوجها
شوف بت الكل..... سابتني بتكلم واهاتي وغارت على أؤضتها من غير ماتعبرني.
حدجته إحسان بقرف وهي ترى
قطع البرتقال الصغيرة تتناثر من فمه وهو يتحدث فقالت بنزق قبل ان تذهب هي الأخرى وتتبع ابنتها
ماتخليك في الطفح اللي انت بتطفحه ومالك ومالها.
فغر فاهه شعبان باستغراب وهو يتابع انصراف زوجته وتركه ثم غمغم
اما ولية كهينة صحيح.
بعد قليل
وبعد أن شرحت غادة السبب الرئيسي الذي دفعها للشراء اليوم وحكت لوالدتها عما تفعله مرفت معها وتلميحلتها المستمرة لها سألتها بفرحة ممتزجة بالأمل.
ها ياست الكل فهمت بقى ولا تحبي افهمك من تاني
قلبت عينيها إحسان قبل أن ترد بسأم
فهمت إيه ما انت بقالك ساعة عمالة تحكي وتعيدي وتزيدي وبرضوا مقتنعتش
ليه بقى ياست ماما هو انا بتكلم أجنبي مثلا دا حتى كل كلامي واضح وباين زي عين الشمس.
هتفت بها غادة لوالدتها التي ردت هي الأخرى بحدة
هو ايه اللي واضح وزي عين الشمس الولية دي كل كلامها معاك عايم وع المتغطي مافيش حاجة مباشرة عشان اطمن وافرح فرحتك دي واباركلك على المرتب اللي ضيعتيه في يوم واحد .
زفرت غادة لترد بضيق
قولي بقى كدة ياست ماما انت اللي صعبان عليك الفلوس ومش هامك صورة بنتك ولا لبسها لما يحصل المراد ويتم اللي بتحلم بيه من زمان .
زفرت إحسان هي الأخرى وهي ټضرب كفيها ببعض وترمقها بنظرات ممتعضة وردت
يعني انت عايزاني اعوم على عومك واصقفلك كمان طب مش لما اشوف أمارة الأول يابت الخايبة الكلام الطياري دا مايكلش معايا مش يمكن تكون الست دي ليها غرض تأني معاك
صاحت غادة بعدم سيطرة
غرض تأني ايه بس ياما دي خلتني اكلم اخوها من التليفون وعرفتني عليه بقصد دا غير انها ست مش هينة في الشركة ولا حتى موظفة عادية عشان اشك فيها دي عضو مجلس إدارة وشريكة كمان في مجموعة جاسر الريان هاتعوز مني انا ايه بس
لوت إحسان فمها على زواية بشك ثم قالت بعدم استسلام لألحاح ابنتها
برضوا ياغادة تحرصي وتاخدي بالك لما نعرف مېتها ايه الأول ونعرف بقى إن كان غرضها دا بجد ولا وراه حاجة تانية احنا مش فاهمينها.
اشاحت بوجهها عنها حانقة غادة ولم ترد فهي لم تقتنع بوجهة نظر والدتها بل هي تكاد تكون متأكدة من صدق نوايا مرفت نحوها.
عاد متأخرا إلى المنزل بعد قضاء سهرته في مناقشات ولقاءات مع بعض الشركاء الأجانب للتباحث على إحدى الصفقات الهامة يجر أقدامه جرا وقد بلغ منه الأرهاق والتعب الجسدي مبلغه كان على وشك الصعود الى الطابق الثاني ولكنه توقف حينما لمح إضاءة إحدى الغرف القريبة من الردهة تراجع ليتسحب بخطوات خفيفة نحوها وقد خمن وجودها بالداخل وصدق تخمينه حينما راها فقد كانت متكئة بجسدها على الاريكة الاثيرة وتتحدث في الهاتف
باندماج مع أحدهم توقف محله يرسم تفاصيلها الرائعة وهي ترتدي إحدى منامتها القصيرة كاشفة عن ساقيها بسخاء وتتلاعب بخصلة طويلة من شعرها غافلة عن عيناه المتربصة
ليه دا كله بقى ها ممكن أفهم
خرج صوتها بارتعاش
أسفة ياجاسر لو خضيتك مني بس انا بجد بخاف اوي والله يمكن تستغربني وتستغرب حالتي لكن اعمل ايه بقى في جبني
ضيق عيناه يسألها بتركيز
يعني حركة خفيفة زي دي ترعبك بالشكل ده! دا غير خۏفك الغير مبرر من الضلمة هو في ايه بالظبط يازهرة
ارتشعت شفتيها بعجز أمامه قبل أن تقول اخيرا
دي عقدة عندي ممن وانا صغيرة يعني عشان حاډثة حصلتلي زمان ممم بلاش والنبي تفكرني انا مش عايزة افتكر دلوقت.
عارفة ان شكلي غبي
ويضحك بس دي طبيعتي ياجاسر وخالي وستي رقية عارفين عني الحكاية دي .
انتبه على عبارتها فسألها بريبة
وخالك ورقية كانوا بيعملوا ايه لما يحصل معاكي كدة
ردت بعفويتها
ستي كانت بتقرالي قران وخالي كان بيضمني ويطبط عليا لحد ما اهدى .
عض على شفتيه يحاول السيطرة على النيران التي اشتعلت داخله ليقول مستنكرا
دا بدل ما ياخدوكي لدكتور يشوف حالتك ويلاقي علاج مناسب ليكي.
رفعت رأسها من على صدره لترد بلهجة لائمة
انا مش مچنونة ياجاسر ولا عندي حالة نفسية دا مجرد خوف أو جبن عندي في نفسيتي وخالي وستي عارفين كدة وكانوا دايما بيعرفوا يهدوني بحنانهم.
انا حنين