مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
أنه غر ليس لديه خبره لقد نسجت خيوطها جيدا فكيف رأى الحقيقة بهذا الوضوح ولكن الذى جعلها غاضبة
حانقة أكثر هو كيف فشلت العملية رغم تأكيدات الطبيب أنها
زفرت فى ارتياح وحنق وتأكدت من غلق الباب جيدا وعادت إلى فراشها وهى تتوعد باسم وتسبه باقذع الألفاظ وذهبت فى نوم عميق .
أستيقظت فزعة من نومها على صوت صفق باب الشقة بقوة جلست فى
فتح الباب ودخل بدون سابق أنذار فسقطت الملعقة من يدها بمجرد أن سمعت صوت غلق الباب دخل عليها ونظر إلى الطعام أمامها ثم نظر إليها بعينين خاليتين من أى تعبير وقال ببرود
أبتلعت ما كان فى جوفها وتجمدت مكانها كالتمثال وهى محدقة به تحاول استكشاف ما بداخله من خلال تعابير وجه وظلت قابعة مكانها تنتظر رد فعله تجاهها جلس أمامها حول المائدة وصوب بصره إليها بصرامة وقال
مش ناوية تقولى الحقيقة
أبتلعت ريقها بصعوبة وشعرت بجفاف حلقها وشحب وجهها و قالت بصوت خاڤت مرتعش
قولتهولك امبارح هو ده الحقيقة كلها
أومأ برأسه بقوة ونظر إليها ببغض قائلا
وأنا مش مصدق حرف واحد منه ..لكن مع ذلك ...
صمت قليلا وتعلق بصرها به وخفق قلبها بقوة فقال
مع ذلك هستر عليكى ومش هفضحك ..لكن عمرى ما هسامحك وعمرك ما هتبقى مراتى
قفز قلبها من مكانها وهى تستمع له وهى تنظر له بترقب فنهض من أمامها واشار إليها قائلا
ثم نظر إليها باحتقار وهو يقول
أستدار متوجها للخارج مرة أخرى ولكنها وقفت وقالت برجاء
أستنى يا فارس ارجوك صدقنى
أستدار إليها بنظرة مخيفة جعلتها تجلس مكانها ثانية بلا حراك وقد شعرت أن الهواء تجمد فى رئتيها فلا تستطيع التنفس أو حتى التألم فتح الباب وخرج مرة أخرى وهو يشعر بالأشمئزاز من المكان ومنها ومن نفسه .
وأعماق البحر تتهكم عليه بل وتحاكمه كيف لم يكتشف شخصيتها من قبل كيف لم يرى جرأتها معه كيف خدع فيها إلى هذه الدرجة ! هل أحبها إلى أن طمست عيناه عن حقيقتها بكل خبرته ودراسته الطويلة واحتكاكه بالبشر لم يعرفها حق المعرفة بل كانت والدته المرأة الغير متعلمة التى لم تخرج من شارعهم مطلقا إلا للضرورة تعرفها أكثر منه ربما ليس بخبرتها ولكن بقلبها وأحساسها تجاه الآخرين فكيف كان يستهين بهذا الأحساس الربانى
الهانم رايحة فين
ألتفتت له وقالت مبتسمة
انت لحقت تنسى ..رايحة مع ماما عند عزة يا سيدى.. الصباحية عقبال ولادك
عقد يه أمام ه وقال
وعقبال ولادى ليه متقوليلى عقبالك
رفعت رأسها إليه وعقدت حاجبيها وقالت محذرة
بلال بقولك ايه .. متخاليش دماغى تودى وتجيب
ببطء وقال بابتسامة
مفيش خروج انا بقولك اهو
هى تقول متبرمة
يعنى مروحش لاختى صباحيتها يا بلال
زفر بهدوء وهو يجلس على الفراش وقال
يابنتى انا مش عارف أيه حكاية الصباحية دى ومين اللى اخترعها أصلا ..عريس وعروسه نروحلهم تانى يوم ونضايقهم ليه
لوحت بيدها وقالت بتلقائية
وانا مالى.. أنا رايحة معاهم وخلاص يعنى هى جات عليا.. وبعدين يعنى هنضايقهم ليه دى هى نص ساعة ونمشى
وغمز لها بعينه قائلا
أنت اللى بتقولى كده
ضحكت وهى تنهض من جواره ثم التفتت إليه قائلة
بصراحة معاك حق بس لو مروحتش ماما هتزعل مني
أرتدت أسدالها وشرعت فى وضع غطاء وجهها حانت منها التفافة إليه فوجدته شاردا تماما جلست بجانبه وقالت متسائلة
مالك يا بلال أنت مش زى عوايدك
أنتبه إليها وهز رأسه نفيا وهو يقول
لالا متشغليش بالك مفيش حاجة
مسحت على
رأسه وهى تقول بنعومة
مالك يا حبيبى فيك ايه
رفع رأسه ينظر إليها وقال فى وجوم
بصراحة يا عبير ..حصلت حاجة النهاردة كده عند ام يحيى ومش هضحك عليكى واقولك مش لاقى تفسير ..لالا .. أنا بس مستغرب
قالت فى اهتمام
احكيلى
قص عليها ما حدث بالأمس عندما كره فارس أن يدخل بلال ليرى مهرة وما حدث أمام قاعة الأفراح عندما رفض فارس السفر إلا بعد أن يطمئن عليها وكذلك المكالمة التى حدثت اليوم
أمام الطبيب ..فقالت عبير بشرود
وانت مستغرب من أيه.. مش هو اللى مربيها
هز بلال رأسه نفيا وقال مؤكدا
لا يا عبير أنا راجل
واقدر افهم نظرة الراجل اللى زيى وتصرفاته ..مفيش عريس فى الدنيا يعمل كده
قالت بقلق
يعنى أيه يا بلال.. تفتكر يعنى ..
أومأ برأسه موافقا وهو يقول
أنا مش افتكر .. أنا متأكد يا حبيبتى .. بس مستنى فارس لما يحكيلى بنفسه .. طب لما هى الحكاية كده
متابعة القراءة